خاصة بفئة معينة من الناس لكنها شأن الأمة كلها.
اللهم انصرنا بالإسلام وانصر الإسلام بنا، واجعلنا ممن يحمل هم هذا الدين ونشره، وارزقنا الشهادة تحت رايته مقبلين غير مدبرين.
كيف أخدم الإسلام؟
كيف أخدم الإسلام. كلمة رنانة لها في القلب وقع وفي النفس أثر...
خدمة هذا الدين أمنية عزيزة وهدف سام نبيل لمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد r نبيا ورسولا، إنه حلم يراود الكبار والصغار والرجال والنساء، لكن الجنة سلعة الله الغالية لا تنال بالأماني والأحلام.
وقد
وفق الله من شاء من عباده للقيام بأمر هذا الدين ونصرة أهله والدفاع عنه
والدعوة له، وحرم آخرون من هذا الخير بسب أنفسهم وضعفها وجبنها وخورها
وشحها وبخلها وتلبيس إبليس عليها.
خدمة الإسلام: شرف ما بعده شرف، وعز ما بعده عز.
خدمة هذا الدين:رفعة وعزة، وعلو منزلة، تسير في طريق آمن سار عليه محمد r وتقتفي أثره.
خدمة الإسلام: ليست قصرا على العلماء والفقهاء والمحدثين، وليست قصرا على الأغنياء والموسرين.
إنها باب مفتوح لكل مسلم ومسلمة، والناس ما بين مقل ومستكثر!
وفي هذا الكتاب أخاطب عامة الناس والضعفاء مثلي الذين يرضون بالقليل من العمل والدنو في الهمة.
قال ابن القيم رحمه الله: «فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة
المرسلين وأتباعهم».
وقال رحمه الله عن الدعوة إلى الله: «إنها أشرف مقامات العبد، وأجلها وأفضلها».
قال مالك بن دينار: «إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور،والله تعالى يرى همومكم، فانظروا ما همومكم رحمكم الله»([1]).
[size=25]فانظر أيها القارئ ما هو همك، رحمك الله؟
وتأمل
في مهمة الأنبياء والمرسلين فهي ليست إعمار الأرض ولا بناء الدور والقصور
وإجراء الأنهار وغرس الأشجار، بل إن مهمتهم الأساسية تبليغ الرسالة وإخراج
الناس من الظلمات إلى النور، فليكن لك من ذلك نصيب لتقتفي أثرهم وتسلك
منهجهم.
([1]) الزهد للإمام أحمد 451.
ماذا يعود علي إذا خدمت الإسلام؟
الكل
يريد خدمة هذا الدين ويبحث عن عمل يقربه إلى الله زلفى، ولكن الكسل
والفتور وعدم المبالاة تصد الإنسان عن أمر الدعوة؛ استشعر الثمرات الحاصلة
بالدعوة حتى تنهض من كبوتك وتقوم من قعدتك فإن لك أجرا ومثوبة وخيرًا
عظيمًا.
من أعظم ما يعود عليك إذا قمت ونهضت لهذا الدين:
1- الأجر والمثوبة: قال تعالى: }فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ{.
2- التسديد والتوفيق.. قال عز وجل }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{.
3- حفظ الذرية قال تعالى: }وَلْيَخْشَ
الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا
عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا{.
4- تكثير سواد المسلمين: فقد انتشر الفساد وكثر أتباعه، وبالدعوة يكثر سواد الأخيار ويزيد في الأمة عددهم ويظهر أثرهم.
5- تقليل الفساد ودحر المفسدين: فإن الدعوة إلى الله أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وفي هذا العمل دحر للمفسدين، وشل لطاقاتهم، وإيقاف لفسادهم.
6- النظر إلى نصر قادم لهذا الدين يعيد عز الأمة وكرامتها.
وأنت
تعمل تلمس فجرًا يبزغ في وسط ظلام حالك.. إنه ضوء الفجر يبدو باهتا ثم
يظهر شيئا فشيئا، حتى يعم النور، ويظهر قرص الشمس، وتنتشر أشعة الحق ونور
الإسلام.
أين أثرك؟
كل
من سار على هذه الأرض ترك أثرًا وعلامة تدل على مروره على هذه الأرض، فإن
سرت على الرمال بدت آثار قدمك، وإن تجولت في حديقة ظهرت علامات طريقك.
ولنا
اليوم أن نتساءل: لك سنوات تتعلم العلم فأين أثر علمك؟ ولك سنوات تصلي
وتصوم فأين الأثر في النفس والجوارح؟ ولقد قرأت كثيرًا وحفظت كثيرا عن بر
الوالدين وحسن المعاملة فأين النتيجة؟
دعني أنقلك إلى واقع موظف صغير في إحدى المستشفيات لترى كيف نفع الإسلام والمسلمين.
موظف
صغير في المرتبة والمكان ولكنه موفق مسدد استثمر مكانه في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وذلك بتطبيق عملي، فهو يعمل في قسم المواعيد، فإذا أتته
امرأة أحالها إلى الطبيبة مباشرة، وإذا تقدم إليه رجل أحاله إلى الطبيب، ثم
في حالة وجود عجز وضغط على الطبيبة فإنه يحول النساء الكبيرات في السن إلى
الطبيب . وهو بهذا حفظ نساء المسلمين وحفظ رجالهم ومنع وقوع المحظور
الشرعي من رؤية الرجل للمرأة والمرأة للرجل.
أليس هذا الموظف الصغير قدم خدمة عظيمة للإسلام؟
ومن
أمثلة خدمة الدين: طرح الآراء النيرة والأفكار الجيدة على أهلها، ومتابعة
تنفيذها، وقد ألقى أحد الموفقين قبل سنوات كلمة إلى أحد الدعاة وقال له:
هذه الجالية التي تقدر أعدادها
بالملايين
لماذا لا يجعل لها مكان يختص بدعوتها وتعليمها الإسلام؟ ألقى هذه الكلمات
على الداعية وخرج.. ولا يعرف من هو حتى الآن؟ بعد حين سعى الداعية إلى
تنفيذ هذه الفكرة الجيدة وطرق الأبواب لإصدار ترخيص لأول مكتب جاليات في
المملكة وكان له ما أراد، وزاد اليوم عدد تلك المكاتب عن مائة وعشرين مكتبا
نفع الله بها نفعا عظيما.
فما رأيكم لو بقيت هذه الفكرة حبيسة رأس صاحبها؟
ومن
أمثلة نفع الإسلام والمسلمين: عمل بسيط قام به أحد الشباب قبل سنوات، بأن
أحصى من بداية العام الدراسي عدد المكتبات التجارية في حيهم، واشترى من
جيبه الخاص مجموعة من الكتيبات والمطويات، والأذكار وذهب بها إلى تلك
المكتبات وكانت فترة زحام وكثرة مشترين، وقال لكل صاحب مكتبة: هذه هدايا
وزعها على المشترين: فسروا بذلك وفرحوا وأخذوها وفيما بعد طالبوا بالمزيد.
وقس على ذلك توزيع الكتب على الأسواق التجارية، ومحلات الملابس، والذهب، وغيرها مما يرتاده الناس بكثرة.
أما
توزيع الكتب على صوالين الحلاقة، والمستشفيات الحكومية الخاصة، وإدارات
الجوازات والمرور وأماكن المراجعين فيها، فهي ولله الحمد منتشرة وبكثرة
لكنها تشكو من الفتور والغفلة وكل موظف يستطيع أن يجعل رفًّا من هذه الكتب
كإهداء ويتعاهدها باستمرار ولا تكلف شيئا يذكر من مرتبة.
وفي
مجال طبع الكتب ونشرها أذكر أن بعض الكتب التي نشرت هي من اقتراحات القراء
مثل كتاب: (ماذا تفعل في 10 دقائق) وكتاب: (إلى من حجبته السحب) وكذلك
فكرة كتيبات الجيب الدعوية المتدرجة مثل (إشراقات) وغيرها فهي فكرة من إحدى
الأخوات فانظر أيها الحبيب إلى ثمرتها وكثرة النفع لهذه الاقتراحات.
وأذكر هنا عمل امرأة كبيرة محبة للخير،
فقد كنت خارجا من مكة المكرمة إلى الرياض في رمضان العام الماضي وتوقفت
للصلاة في مسجد أحد محطات الوقود وكان مصلى النساء بجوار مدخل الرجال وقد
جلست بين المدخلين امرأة عجوز كبيرة وكان معها مجموعة من الأشرطة وبجوارها
صغير لعله من أحفادها، وكلما رأت مصليا خارجا أرسلت الصغير بشريط من
الأشرطة الإسلامية الموجودة لديها كهدية، وكان الشريط الذي أرسلته إلَّ عن
بر الوالدين، فجزاها الله خيرا.
أخي الكريم:
ما
ذكرته تجارب إخوة لنا في الإسلام ونحن لا نقرأ ونسمع لنستمتع بجهودهم
ونفرح بأعمالهم فحسب بل لنقتدي ونتأسى، وإلا فقد قامت الحجة علينا فلا
تأخذنا الغفلة وتلهينا الأماني!
فالدعوة تحتاج إلى قيام وجهد وتعب ونصب، يقول الله جل وعلا: }يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ{ فأمره الله عز وجل بالقيام والجهاد في سبيل هذا الدين.
وقال الله عز وجل حاكيا عن أهل النار: }أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ{.
فالنذير
يذهب ويكد ويكدح في سبيل الوصول إلى الناس وتعليمهم وإرشادهم، ونبينا عليه
الصلاة والسلام في كل مكان يسعى إلى الدعوة فصعد الصفا، وذهب إلى الطائف،
وهاجر إلى المدينة، كل ذلك في سبيل نشر هذا الإسلام.
كيف تخدم الإسلام
1- تخدم الإسلام:
إذا صح منك العزم وصدقت النية: فإن الله عز وجل يبارك في العمل الخالص
لوجهه الكريم حتى وإن كان قليلا ، والإخلاص إذا تمكن من طاعة ما حتى وإن
كانت قليلة أو يسيرة في عين صاحبها ولكنها خالصة لله تعالى يكمل فيه إخلاصه
وعبوديته لله، فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة.
2- تخدم الإسلام: إذا عرفت الطريق وسرت معه: الطريق المستقيم هو سلوك طريق نبينا محمد r في أمر الدعوة ومبتدئها ووسائلها وطرقها والصبر على ذلك مع الرفق بالناس ورحمتهم فهم مرضى المعاصي والذنوب.
3- تخدم الإسلام:
إذا استفدت من جميع الظروف المتاحة والإمكانات المتوفرة: وهذه نعمة عظيمة
فكل الوسائل مباحة إلا ما حرمها الله عز وجل، ونحن ندعو بكل الوسائل
المشروعة مراعين الأدلة الشرعية والآداب المرعية.
4- تخدم الإٍسلام:
إذا قدمت حظ الإسلام على حظوظك النفسية والمادية، خدمة هذا الدين معناها
قيامك ببذل الغالي والنفيس من مال وجهد ووقت وفكر وغيرها، أرأيت من يحب
رياضة (كرة القدم) مثلا، كيف يفرغ جهده ووقته وماله لمحبوبته تلك، وأنت
أولى بذلك منه ولا شك.
5- تخدم الإسلام: إذا سلكت سبل العلماء والدعاة والمصلحين: فاستصحب الصبر وتحمل التعب والنصب فأنت في
عبادة عظيمة هي مهمة الأنبياء والمرسلين ومن سار على أثرهم.
6- تخدم الإسلام:
إذا ابتعدت عن الكسل والضعف والخور: فإن هذا الدين دين العزيمة والهمة
والشجاعة والإقدام، ولا يضر الدعوة إلا خمول كسول ، أو متهور جهول.
7- تخدم الإسلام:
إذا ربطت قلبك بالله عز وجل وأكثرت من الدعاء والاستغفار ومداومة قراءة
القرآن، فليس أنفع في جلاء القلوب وصقل الأرواح وجعلها تعمل ولا تكل، وتكدح
ولا تمل من الإكثار من ذكر الله عز وجل والتقرب إليه بالطاعات ونوافل
العبادات.
8- تخدم الإسلام:
إذا ارتبطت بالعلماء العاملين: الذين لهم قدم صدق وجهاد معلوم في نصرة هذا
الدين، فإن السير تحت علمهم وتوجيههم فيه خير عظيم، ونفع عميم.
9- تخدم الإسلام: إذا نظمت الوقت بشكل يومي وأسبوعي وشهري: فهناك أعمال تقضيها في اليوم، وأخرى في الأسبوع، وثالثة شهرية، ورابعة سنوية.
مثال اليومي:
دعوة من تراهم كل يوم، وأسبوعي: من تقابلهم كل أسبوع، وشهري: مثل اجتماع
الأسرة العائلي الشهري، وسنوي: مثل اللقاءات الكبيرة السنوية أو السفر إلى
الحج أو العمرة وهكذا
10- تخدم الإسلام: إذا وهبته جزءًا من همك، وأعطيته جزءًا من وقتك وعقلك وفكرك ومالك، وأصبح هو شغلك
الشاغل وهمك وديدنك، فإن قمت فللإسلام، وإن سرت فللإسلام، وإن فكرت فللإسلام وإن دفعت فللإسلام، وإن جلست فللإسلام.
11- تخدم الإسلام: كلما وجدت بابا من أبواب الخير سابقت إليه وسرت إلى الإسهام بالعمل فيه.. لا تتردد ولا تؤخر ولا تسوف...